قصة الشيفور بنونة ولغز الطريق الملعونة الجزء 10



 فين غادي أسي، أجي غير نسولك.

شنو؟!!! بغلة كاتدوي؟!!! تخيلت راسي بحالا ناعس وهاذشي كاملو اللي كايوقع ليا غير حلم مزعج وصافي، حاولت نفيق راسي ولكن للأسف، هذا ماشي حلم وإنما واقع، وخاصني نواجهو بأي وسيلة.

ـ أنا معاك بالله وبالشرع بعدي مني

ـ واغير أجي نسولك أسيدي سؤال واحد وسير فحالك.

فذوك اللحظات تفكرت كلام الحاج "السي مبارك" فاش هضر ليا على البغلة، وأنها إيلا تمكنت من الواحد، يا إما كاتخطفو وكاتديه المقبرة كاتدفنو حي، ولا كاتقطعو أطراف وكاتاكلو. مابغيتش يكون هذا هو المصير ديالي. بززت على راسي وبقيت كانجري وسط الظلام، حتى طحت وشعرت براسي أنني مابقى عندي جهد نجري مازال، ضويت بالبيل وهي تبان ليا واحد الشجرة. قلت مع راسي أن البغلة ماتقدرش تطلع مع الشجرة، وقررت أنني نطلع معاها.

مادازش بزاف ديال الوقت وهي تبان ليا جايا، والسلسلة مربوطة في رجليها، تماما بحال الوصف اللي كان ليا فبالي، فذيك اللحظة بديت كانقرا في القرآن، ماعقلتش أش من سورة بالضبط كنت كانقرا، وواش فعلا هاذاك كان قرآن ولا لا...

ـ هاهاها، واتا واخا تبقى تقرا حتال الصباح، ذاكشي اللي كايتسناك هو اللي غادي يكون.

ـ بسم الله الرحمن الرحيم، أش بغيتي مني...بسم الله الرحمن الرحيم.

ـ ماقلتيش ليا أسيدي، واش بغيتي تركب عليا، ولا نركب عليك أنا؟

ـ أناري، القضية ولات فيها الركوب. أنا معاك بالله وبالشرع، مانركب عليك ماتركبي عليا بعدي مني.

مابقاتش عاودات معايا الهضرة، بانت ليا البغلة دارت وعطاتني بالظهر ومشات فحالها. ولكن قلت مع راسي هي غير كاتسناني ننزل من فوق الشجرة باش تفرسني. مادازش بزاف ديال الوقت حتى رجعت ثاني كاتجري، وضربت براسها الشجرة واحد الضربة حتى تزعزعات كاملة، وبقليل من الحظ كنت غادي نطيح، ولكن تشبت بالأغصان ديال الشجرة مزيان، لأنني عرفت أنها أخر أمل بقى عندي.

البغلة مابغاتش تعيا، كاتضرب وتعاود تضرب، تقول واش ذاك الراس ديال الحديد، وفكل ضربة كانحس بذيك الشجرة بغات تهرس.

شوية وبدون مقدمات، سمعت صوت آذان الفجر من بعيد. الله صوت شحال زوين وفاش كايسمعو الواحد كايشعر بالراحة، فذيك اللحظة سبحان الله مشى كل ذاك الخوف، وسلمت أمري لله، وقلت اللي بغات توقع دابا غير توقع. زاد الإطمئنان ديالي لأن هاذشي كايعني أن كاين شي تجمع سكاني قريب، واللي زاد اطمني أكثر فاش بانو ليا خيوط الصباح الأولى في السماء، لأن الحاج مبارك وعلى حساب ما كان حكى، أن هاذ البغلة كاتهرب فاش كايبدا يطلع النهار، وفعلا ذاكشي اللي كان، باقي كاع ما كمل المؤذن قولة "الله أكبر" حتى شفت ذيك البغلة قفزت بحالا ضربها شي حد، وهي تبدا تجري حتى غبرت.

أنا واخا هاكاك ماتقتش، وبقيت معلق فذيك الشجرة حتى طلع النهار عاد هبطت. نزلت مهلوك مابقا فيا جهد، مشيت مباشرة للشاحنة ديالي، اللي غير دورت فيها الساروت وهو تخدم، وشديت الطريق وماعقلتش على راسي حتى كنت في الدار.

كانت هاذيك أخر رحلة ليا للصحراء وفي المسيرة المهنية ديالي كاملة، غير الحمق هو اللي غادي يعاود يرجع لتما. دوز السالمي البيرمي ديال "الرموك" وولا هو اللي خدام عليها، أما أنا قررت نبقى نقابل غير معيزاتي ونرتاح، ومرة مرة كنت كانسافر لإيطاليا كانشوف وليداتي اللي باقين خدامين تما.

قررت نحتفظ بهاذ السر ليا بوحدي، لأنني إيلا عاودتو لشي حد غادي يقول هذا مسكين غير شرف وبدا يخرف.


كاع هاذشي اللي داز عليا فهاذ التجربة الصعيبة مامفهومش، وكاملو غموض وأسرار. السر يقدر يستمر للأبد، والنصيحة اللي نقدر نقدمها: فاش تكونو مسافرين في الليل تلفتو وراكوم، يقدر بغلة القبور مولات السلسلة تابعاكوم.


ليست هناك تعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لــ قصص رعب مغربية بالدارجة المغربية