فاش شفت ذوك العينين أول حاجة خطرت ليا على بالي هي هاذيك البغلة مولات السلسلة، وتلفت ماعرفت ماندير. واش نحبس الفران ولا نكمل، فذيك اللحظة وبلا مانشعر دخلت في "البيست" اللي في جنب الطريق.
الشاحنة تزعزعات واحد التعزيعة حتى حسيت بيها بحالا غادي تقلب، خصوصا مع السرعة اللي كنت غادي بيها، لكن رجعت سيطرت عليها وكملت طريقي وسط "البيست" ولكن هاذ المرة نحو المجهول.
هاذي 10 ديال الدقايق وأنا غادي وسط الخلاء، ماعرفتش هاذ الطريق فين كاتودي، ماكاين لا ضوء، لا بنادم ولا حتى حيوان. المهم كان بالنسبة ليا هي نبعد من ذيك الطريق الملعونة، ولكن الحاجة اللي ماعرفتش ذيك الساعة هي أنني اتخذت القرار الخاطئ، وأن الأسوء مازال باقي مابدا.
فجأة أضواء الشاحنة كاملها طفات حتى مابقاتش كاتبان ليا الطريق، وراها بشي ثواني قليلة سكتت الشاحنة حتى هي. يا ربي مولاي أش هاذشي ثاني؟ فبحال هاذ المواقف بندام كايفقد التركيز ديالو، وأول حاجة كاتخطر ليه على بالو كاينفذها بلا مايفكر واش صحيحة ولا خاطئة.
صمت رهيب وظلام دامس، حتى حاجة ماكاتسمع من غير الدقات ديال قلبي اللي حسيت بيه بحالا باغي يخرج من بلاصتو. جاب ليا الله داير بحال شي واحد حاطينو فشي قفص ديال السباع وماعارف مايقدم ولا يوخر، وجالس كايتسنى في المصير ديالو. وفي وسط هاذ اللحظات العصيبة، سمعت شي حاجة كاتقرب من بعيد، مصدر ذاك الصوت غادي وكايزيد يقرب، عرفتو أش من صوت؟ أه هذا صوت السلسلة مجرورة مع الأرض.
حاولت نخدم الشاحنة ويدي كايترعدو، ولكن حلفت لا تخدم، ذاك الصوت قرب ليا بزاف حتى شعرت أن مابقى بيني وبينو غير شي أمتار قليلة. واش نزل ونهرب، واش نبقى في الشاحنة، ساد صمت رهيب، وبديت كانتسنى الأسوء. وفي لحظة وبدون سابق إنذار سمعت صوت قوي ضرب زجاج النافذة ديال الشاحنة، وطار عليا الزجاج على وجهي، شفت في الجيهة ديال النافذة بانو ليا حوافر بيضين. أناري ميمتي هاذي البغلة.
هزيت "البيل" بالزربة ونقزت من الباب اللي على اليمين، فاش رجلي لمست الأرض حسيت بيها بحالا تفدعات، ماقدرتش نجري بيها مازال، ولكن فذوك اللحظات الألم هو أخر حاجة كايفكر فيها الواحد. ضربت الضوء ديال البيل في الجيهة اللي من ورايا، وشفتها بعيني وتأكدت. أه هاذي البغلة تابعاني من اللور.

ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.