خلال بقائي في تلك الصومعة كنت اقرأ في الكتب وكان الشيخ يظهر ويختفي ..وبدأت أسمع أصواتا وأنا بمفردي.. فكنت أقوم وأصلي ...أو أقرأ القرآن ,أو أشغل نفسي بأي شيء ... فأسمع أصوات ضحك تحيط بالمكان ... ثم تطور الأمر فأصبحت أسمع أصواتا تناديني بإسمي ...وكنت في بعض الليالي ...عندما أقرأ يظهر أمامي كلب ..و كان يصدر صوتا مخيفا..وكنت في غاية الخوف ...ورغم ذلك أستمر في القراءة ...ثم تطور الأمر فأصبحت عندما أقرأ في الكتاب كلمة "فط" يظهر لي قط ويبقى في الزاوية ينظر إلي...ولا يختفي حتى أذكر إسم حيوان آخر, او إسم من أسماء الجن ..فتظهر لي حيوانات لم أرى مثلها من قبل .. وكنت عندما أسأل أبو جعفر يقول لي لا تلتفت لهذة الامور...ولا ترد على أي صوت تسمعه ,فقط استمر في القراءة ...... وكانت بعض الأسطر في الكتب معلمة بعلامات وأرقام أقرأها وأترك الباقي ... ومع مرور أكثر من شهرين لم أعد أخشى تلك الحيوانات .. إلى أن جاء ذلك اليوم الذي أخطأت فيه...فكدت أصاب بالجنون ..ولا زلت أذكر ذلك اليوم جيدا.... ففي ذلك اليوم عندما ظهر لي حيوان يشبة الطائر , قلت له من أنت فلم يجبني ...فحاولت الاقتراب منه ولكنه كبر فجأة.. فأخافني ..وتمالكت نفسي وقلت له سألتك من أنت فلماذا لا تجيب ... فقال بصوت حاد يشبه الصراخ ..قال : أنا (زنقاط) خادم الأرواح ثم اختفى.
اليوم الثاني أتاني أبو جعفر فأخبرته بما حدث ..فغضب ووبخني وقال.. ألم أمنعك من هذا .. قلت ومن زنقاط.. قال إنه من الجن السفلي والتعامل معة خطير للغاية.. و أنا أخبرتك أنني لست روحاني ..فعالم الروحانيات خطير بكل انواعه.. فقلت وهل هو أنواع ؟؟....فقال إنه ثلاث أبواب... (الباب الأخضر وهم مسلمون والتعامل معهم شبخ مستحيل... والباب الأسود وهم مشركون شرهم واضح ..والباب الأحمر وهم من نسل الشيطان.. ويتشكلون بكل لون وكل دين والمغريات لديهم كثيرة ..و أول أبوابهم الولاء لإبليس ..و رفع التكليف بالعبادة عن الاولياء الصالحين وهم أخطر أصناف الجن )
ومن أقرب أبناء البشر إليهم (الشيخ ال؟؟؟؟؟ في نيجيريا والشيخ موسى في السودان ولقبة أبو؟؟؟؟؟؟ والشيخ ال؟؟؟؟ في عمان ) وبعد ذلك عرفت المزيد منهم مثل (الشيخ ال؟؟؟؟؟؟ في الجزائر والشيخ ح؟؟؟؟ في المغرب والشيخ ال؟؟؟؟ في مصر والشيخ بن ؟؟؟؟؟؟؟؟ في اليمن)(قابلت منهم 3 فيما بعد وعرفت لماذا يطلق عليهم شيوخ )....
ثم قال إحذر منهم لأنهم يعلقون الأرواح ولن يتمكن أحد من مساعدتك ..لأن طريقهم ليس فيها رجعة أو توبة أبدا أبدا ...وأنت قلت أنك تريد أن تتعلم لتعرف فلا تنحرف عن هذا المسار و تحملني ذنبك... وإن أردت أن تتعرف على هذا العالم الشرير فمكانك عند الشيخ موسى وليس هنا... شعرت بالخوف ليس من الجن ولكن لأنها أول مرة اصطدم فيها بالدين ..فخلال الفترة السابقة لم أرى أي ممارسات أو طقوس لها احتكاك مباشر بالدين ....
ثم أعطاني وعاء فيه قليل من الماء ..وقال أريدك أن تنظر في هذا الماء , وتردد(اعطاني ورقة مكتوب فيها كلمات سحرية...وقال لا ترفع بصرك عن الماء حتى ترى صورتي فيه , وكلما تعبت توقف قليلا وأعد من جديد .
بقيت على هذا الحال أكثر من شهر... لم أرى أي شيء ...ولكن اختفت الحيوانات والأصوات ...وشعرت بالتعب ونفذ صبري.. وكنت كلما أتى أبو جعفر أقول له لم يحدث شيء ...فيوبخني ويقول لي أنت السبب وعليك الإحتمال .. وبدأ يقلل لي في كمية الأكل إلى أن وصلت إلى أكل وجبة واحدة في اليوم ..عبارة عن تمر فقط والكثير من الماء ..أتعبني التركيز والتفكير والجوع ..(وكم مرة حاولت التراجع ولمت نفسي على ما انا فيه ولكني كلما تذكرت ماحدث لي أقررالاستمرار مهما كلفني الامر)...., وتحت هذه الضغوط أصبحت أنظر حولي في الظلام.. وأتكلم مع (الا شيء) وأقول إظهري يا عوالم الجن أنا فلان أتيت من بلادي لاتحداكم هل أنتم خائفون مني أين أنتم ...ولكن دون جدوى لا أحد يجيب .. مع الوقت حفظت الكلام الموجود في الورقة رغم أنه معقد وأصبحت اطفىء الشمع وأردد الكلام في ظلام دامس ..وأتنقل في زوايا الصومعة مناديا بكل ما احفظه من أسماء الجن .. كما وجدت نفسي استخدم عبارات سيئة في ندائي لهم لاستفزهم.. ولكن دون جدوى .. شعرت أنني سوف أصاب بالجنون إذا استمر الوضع هكذا ...
أخبرت أبو جعفر بأنني على استعداد أن أدفع المزيد مقابل أن أتقدم خطوة للأمام لأني لا أرى أي تقدم بل العكس... فقال لي مهما دفعت فلن تتعلم إلاا إذا مررت بهذة المراحل , فقلت نتجاوز هذة المرحلة ونعود اليها , قال لايمكن لأن المرحلة القادمة مبنية على هذه المرحلة .
وبعد أيام لا أعرف عددها ..كنت مستمرا فيها في ترديد تلك العبارات والنظر إلى الماء ..أتاني أبو جعفر بزجاجة فارغة ووضع ماء الإناء فيها وربطها بخيط طويل وعلقها في السقف ..إلى أن أصبح ارتفاعها عن الارض نصف متر تقريبا... ووضع الشمعة تحتها مباشرة ...ووضع أمام الشمعة حاجز فلم أعد أرى الشمعة ولكن نورها في المكان ..وقال لي الآن ركز في الزجاجة ,هل ترى الماء , فقلت لا فحرك الزجاجة فتحرك الماء بداخلها , فأصبحت ارى الماء بشكل غير واضح , فقال ابق عينيك ثابتة ولا تلتفت مع الزجاجة اذا تحركت يمين ويسار , ولا تفكر إلا في رؤية الماء فقط , ولا تتحرك من مكانك الا عندما تتوقف الزجاجة , عندها عليك القيام وتحريكها ثم الرجوع إلى وضعك السابق ... وإذا تعبت فك الزجاجة من الخيط وضعها في الارض وكرر ذلك , وسوف اقول لك متى سننتهي وننتقل للمرحلة التالية ....
بقيت على هذا الوضع مدة إلى أن أصبحت لا أرى الزجاجة ولا الماء ولا الخيط ..وتوالت المراحل فتعلمت الكثير عن علم الحرف والرمل والدق والارقام تقريبا اغلب علوم السيمياء ولن استطيع حصرها ولكني سأذكر المهم منها , والذي كان بعد فترة , حيث قال لي الشيخ انت الان جاهز لمقابلة الجن وجها لوجه , والحديث معهم فمن تريد أن تقابل منهم , قلت كما تشاء قال بأي شكل قلت كما تشاء , فقال غدا نلتقي ( كهيال) , وجلست أنتظر اليوم الثاني بفارغ الصبر , وفي المساء أعددت البخور والشمع وجلست أنتظر ابوجعفر ....
اتى ابو جعفر وردد قسما عظيما (كلام أغلبه ليس مفهوما ) ثم نادى (يا كهيال يا كهيال) فدخل علينا من زاوية الغرفة رجل يمشي على ركبتيه , فقد كان طويلا جدا , ونحيفا جدا لدرجة أنه لو وقف لتجاوز رأسه سقف الصومعة ... وبقي في الزاوية في الظلام , فقال لي أبوجعفر , تكلم معه كما تشاء فهو يتكلم العربية .
فدار الحديث التالي :..
انا : من أنت
كهيال : أنا كهيال اخوك من الجن*
انا : ومن أنا
كهيال : أنت أخي فلان * (قال اسمي خطأ ؟ اقصد خطأ في اللفظ وليس في الاسم)*
انا : مادينك
كهيال : الإسلام
انا : مددت له يدي اليمنى وأنا في مكاني لاسلم عليه ..
كهيال : لم يمد يده*
انا : كيف تقول انك اخي وانك مسلم ولا تسلم علي
كهيال : سلمت عندما دخلت (كذاب لم يسلم عندما دخل)*
انا : قصدي تسلم علي بيدك
كهيال : لن تستطيع أن تلمسني*
انا : لماذا
كهيال : لم يجب؟*
انا : تقدمت منه فتراجع قليلاً ونبهني أبوجعفر بالبقاء مكاني وعدم الاقتراب منه
انا : عدت إلى مكاني وسألته : أرى انك خائف لماذا ؟
كهيال : لست خائف*
انا : اذا لماذا تراجعت
كهيال :ماذا تريد مني ؟*
انا : اريد ان اعرف كل شيء عن الجن ؟
كهيال :مهما فعلت فلن تعرف*
انا : ماحضرت إلى هنا إلا لاعرف ولابد أن اعرف
كهيال :من الافضل لك اأا تعرف
انا : لماذا
كهيال :لم يجب.
انا :ولكني الان عرفت ان الجن يخاف والدليل انك تراجعت عندما اقتربت منك
كهيال :غير صحيح..
(تراجع كهيال للخلف إلى أن خرج من المكان ودخل علينا ( طفل أسود جدا جدا) ..اقترب قليلا وضحك بصوت مخيف ..وقال أنت الان خائف.*
انا : غيرت الموضوع وقلت : كيف تعيشون وماذا تأكلون وكيف تتكلمون وكيف تتناسلون وكيف تدخلون في الانسان وكيف تسيطرون عليه وكيف تأثرون فيه وتتحكمون في مصيره , كيف ؟
كهيال :قاطعني وقال هذا يكفي , اننا نعيش مثلكم ونأكل مثلكم ونتناسل مثلكم وندخل فيكم عندما يأمرنا "السيد" (يعني قائدهم) وعندما ندخل نستطيع ان نسيطرعليكم من الداخل .
انا : هل بأمكانك ان تدخل في ابو جعفر الآن لكي ارى ما يحدث
كهيال :ضحك ثم قال (لماذا لا ادخل فيك انت)*
انا : وكيف سأرى ذلك ؟ ولكن لا بأس اريدك ان تدخل في جسدي
كهيال :نؤجل هذا الموضوع الآن وسوف نلتقي مرة اخرى *, وتراجع الى ان خرج من المكان.
نظرت الى ابو جعفر وكان العرق يتصبب منه...حاولت ان اتناقش معه في الموضوع ولكنه رفض النقاش وقال أنه متعب* .........
يتبع .......

ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.