بعد محاولات و صد و رد وجدت نفسي انا وهي جالسين على الارض من شدة المطاحنة , وكنت انا خلف ظهرها لكني مسيطر عليها.. الا ان رأسها كانت تلف يمينا ويسارا بشكل مخيف لدرجة اني خفت أن تنكسر رقبتها , حاولت أن اثَّبت رأسها لحد ما استطعت ان اقترب من اذنها وقلت لها (لا تتعبي نفسك,سواء كانت هذه حركات منك او من الجني لن أتركك ابدا ), توقعت ان تنهار , لكن للاسف زاد الموضوع سوء , وكان ابوها كل ما حاول أن يدخل يقول له البستاني توقف دع الرجل يتفاهم مع هذا المارد , أحسست ان الوضع بدأ يخرج عن السيطرة ولا بد أن اتصرف واستخدم قاعدة تعلمتها لأني لو فشلت معها الآن لا يمكن أن انجح مرة ثانية , فقررت أن أقوم بعذه الخطوة التي لا يمكن أن أقوم بها أمام والدها بالذات, فطلبت منهم الخروج ..و بخروجهم , فكيت حبالها و أدرتها ناحيتي بسرعة وسار وجهي في وجهها ورفعت يدي وبكل قوتي صفعتها بقوة , بعد ماضربتها رمت نفسها على السرير وكانت على وجهها وجلست تبكي و تنوح..
اقتربت منها وقلت لها كل ما تقومين به لن يأتي بنتيجة معي , اذا كان عندك مشكلة انا ممكن أن اتساعد معاك خاصة ان والدك يطهر عليه أنه انسان طيب ومتفهم ومتحضر , اما اذا كنتي مصرة ان فيك مارد , لماذا يظهر للشيوخ الذين يمكنهم أن يحرقوه بالقراءة و لا بظهر لي انا , بعدها سمعتها تضحك بصوت خشن و التفتت جهتي وخدشتني بأظافرها في رقبتي وسارت تقول كلام غير مفهوم , تبثها على السرير وربطت يديها في السرير , وطلبت من والدها مبخرة وبخور وجلست اتكلم معها , و هي تقول كلاما غير مفهوم , وانا مثلها اقول كلام غير مفهوم ..كلمات عشوائية من رأسي , وكانت تطالعني وتضحك .
جات المبخرة قلت لها الآن سأحضر لك ماردا اكبر من الذي فيك ..ليدخل فيك و يتفاهم مع صاحبه , كان عندي خوف انها لن الذي سأعمله ولكني قلت ساحاول , امتلئت الغرفة بالبخور وقمت اتكلم واردد اسماء جن ومن هذا القبيل .
قامت البنت تصرخ وتقول يكفي سأخرج سأخرج ,(عرفت انها تأثرت و ترى اكثر من شخص في الغرفة ) تجاهلتها ..ولما زاد صراخها عرفت انها خائفة , خفت عليها لكني كنت مصر اني لن انهي الموضوع بهذا الشكل , قلت لها لا تريد أن تخرج سأحضر ماردا سيدخلك الآن ويخلصني منك , تريد الخروج و ترجع بعد ذهابي لا لا , لا بد أن تموت ..بدأت الفتاة في الصراخ .. يابابا يابابا ياعمي تقصد البستاني , فتحت الباب تأكدت ان والدها بالخارج ..و بعدها فكيت يدها و تركتها تخرج , فعلا خرجت وحضنت ابوها وجلست تبكي , سألها ابوها كيف حالك لم تود عليه فقط تبكي , سألني قلت لا زال المارد فيها..فقط أريدها أن ترتاح قليلا و بعدها ارجعها للغرفة لحد ما انهي الموضوع , هي سمعتني وزاد صراخها , قال ابوها اتوقع انها أصبحت أحسن , قال له البستاني هو ادرى أتركه يتفاهم مع هذا الجني الخسيس الذي أتعب ابنتك و أتعبنا , كنا نتفاهم..حتى أمسكت البنت يدي وسحبتني على جنب وقالت لي انت وعدتني انك تساعدني صح , قلت لها وانا عند وعدي قالت نتكلم في مكان ثاني غير الغرفة , طلبت منهم أن يتركونا لوحدنا وجلسنا مكانهم , وبدت الحكاية... البنت عندها اثنتين من الاخوات الكبيرة متزوجة و تعيش في فرنسا والثانية متزوجة و تعيش في طنجة وامها سيدة مجتمع و ليس عندها وقت لأحد من أسرتها , والبنت تعاني الوحدة والفراغ , وفي هذه الظروف تعرفت البنت على شاب ملىء فراغها وعوضها عن الام والاب والاصدقاء وسار هو كل حياتها خاصة انة ارق واطيب انسان في الدنيا ورومنسي وحساس وابن ناس حسب كلامها وخلال السنتين التي عرفته فيها حصل في أحد المرات انها كانت سهرانة معه..وفي لحظة ضعف سلمته نفسها .
بدون شعور مني ضربتها كف , ضربتها لاني اعتبرتها مثل اختي جلست تبكي وقالت لي انت وعدتني انك تساعدني , طيبت بخاطرها وقلت في نفسي (اذا احساسي صادق واني اعتبرها مثل اختي لن أتخلى عنها ساساعدها لكي تتجاوز المشكلة) سألتها لماذا لم يتقدم لك ؟ قالت لي تكلمت معه في هذا الموضوع اكثر من مرة لكنه قال لي انه متأكد ان اهلي لن يوافقوا وأيضا عنده ظروف عندما ينتهي منها يتقدم لي , قلت لها انتي متأكدة ان الذي يمنعه فقط ظروف أو تريدين أن اتصرف واعرف الحقيقة بطريقتي قالت لي متأكدة , قلت لها عموما انا سأسمح لك أن تكلميه للمرة الاخيرة وتقولين له ان وضعك لا يتحمل اي تأجيل في موضوع زواجكم , ولا بد أن تاخذي منه موعدا ليقابل والدك وانا ساعتها سأساعدك , وحذرتها لو حصل بينكم اي مكالمة ولا مقابلة بعدها بدون علمي الجن سيبلغني وساعتها لست مسئولا عن الذي ممكن أن يحصل , اكدت لي انها ستنفذ كلامي بالحرف , وحلفتني أن لا اقول لوالدها اي شي عن موضوعها . وعدتها وياليتني ما وعدتها لاني ورطت نفسي ,وكذبت اول كذبة (طبعا ليست اول كذبة في حياتي لكن اول كذبة على والدها ).
قلت لها الآن تذهبين لتقبلي يد والدك و رأسه وتستسمحي منه على عذابه معك في الفترة التي مرت , وتأكدين له انك اصبحت أحسن , وبالنسبة للغرفة , مادام والدك من الميسورين ساقترح عليه أن يغير لك الاثاث والالوان , لكي يظهر الموضوع طبيعي , فعلا قابلنا ابوها والبستاني ولما قالت له انها تحس انها أحسن و تريد أن تبدا حياتها من جديد , وتنسى ايام النكد والهم , رأيت سعادة في عيون الجميع واختلط الفرح بالسعادة والابتسامة بالدموع , واشتركنا جميعا في ملحمة بكائية رهيبة (عرفت اني مشروع ساحر فاشل لان دمعتي قريبة يمكن لأني نشأت يتيما وتعودت على البكاء منذ زمن , يمكن ؟).
يتبع........

ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.