فاش شفتو هاز ذيك السلسلة وجاي لعندي حسيت برجلي خوات، والريق اللي في فمي نشف. ماحدو كايقرب وأنا كانزيد نتأكد أن ذيك السلسلة اللي هاز في يديه، هي نفس ذيك السلسلة اللي طاحت عليها عيني في ذيك الطريق المشؤومة.
بقى السالمي كايهضر معايا، ولكن أنا عقلي كان مرفوع وماكنسمعوش أش تايقول. هاذ البلاء اللي وقع ليا واخا بعدت عليه بمئات الكيلومترات هاهو تابعني حتال داري، أش ندير إيلا ذاكشي بدا يخرج ويبان ليا في الدار. أش قربني لشي طريق وأش داني لشي صحراء؟ بقيت كانهضر غير مع راسي وكانخمم، وكانشوف فذيك السلسلة، حتى حسيت بالسالمي كايحرك فيا.
ـ وا الحاج، مالك ساته واش سمعتي أش قلت ليك؟
ـ أ...شنو؟ سمح ليا ماسمعتكش مزيان، الطريق هلكاتني ومازال خاصني نرتاح شوية، ذاكشي علاش. عاود أش قلتي ليا؟
ـ كنت كانسولك أش ندير لهاذ السلسلة، نرجعها الكاميو ولا ندخلها للزريبة حتى تحتاج ليها؟
ـ سير لوحها فشي بئر، لوحها في البحر، لوحها في الخلا، المهم ماتخليهاش عندنا، واش فهمتي؟
دابا هاذي سيمانة وأنا في الدار غير كانخمم أشنو غادي ندير من بعد، واش نقلب على الشاري ونبيع ليه الشاحنة ونهني راسي؟ واش نقلب على شيفور يخدم فيها؟ إيه علاش لا، حتى هاذي فكرة زوينة، ولكن صعيب نلقى شي حد يتهلا ليا في الشاحنة ويديرها بحالا ديالو. فكرت ولقيت أنني ماغاديش نلقى أحسن من ولد عمي السالمي، الثقة والأمانة والمعقول.
سولتو واش عندو "البيرمي" ديال الرموك، قاليا أنه عندو غير ديال الطوموبيل والكاميو، أما ديال الرموك كان ديما كايفكر باش يديرو، ولكن ماسالاش بسبب الخدمة. في نفس اللحظة جاتني فكرة أخرى، واقترحت عليه أنه يكون المساعد ديالي ويعود يمشي معايا لموريتانيا، أما الشغل ديال الزريبة والغنم غادي نشوفو شي حد أخر يقابلو.
السالمي تحمس بزاف للفكرة ووافق بالزربة، وحتى أنا عجبني الحال لأنه وافق يمشي معايا، لأنه بالإضافة للصدق والأمانة اللي كايتميز بيها، دمو خفيف والواحد ماكايشبعش من هضرتو، وغادي يعاوني ويونسني في الطريق. طلبت منو يقاد الباسبور ديالو وشي وراق، واللي مباشرة فاش قادهوم، لقينا راسنا كانوجدو باش ننطلقو لموريتانيا، وقررت أنني مانعاود ليه والو من ذاكشي اللي وقع ليا في الرحلة الأولى، حيث واخا نعاود ليه ماغاديش يصدقني، وغادي يقول : هذا غير شرف وخرف.
توكلنا على الله وانطلقنا، الجو زوين والطريق كاملة وحنا ناشطين وماحسيناش بالطريق. فاش قربنا نوصلو لذيك البلاصة المشؤومة حسيت بقلبي كايزدح وكنت كانتسنى الأسوء، ولكن الشيء الغريب أن حتى حاجة من ذاكشي اللي كنت خايف منو ماوقعات، وحتى فاش وصلنا لموريتانيا وتمينا راجعين ماوقع والو.
من بعد هاذ الرحلة ولينا كانمشيو بجوج وبصفة منتظمة لموريتانيا وحتى لمالي والسنغال، وعمر ماصادفاتنا شي مشاكل في الطريق، وبديت شوية بشوية كانسى كاع ذاكشي اللي وقع. كان كولشي غادي على أحسن مايرام. حتى لواحد النهار كنت كانوجد باش ننطلق في رحلة جديدة، وتفاجأت باتصال بولد عمي السالمي تايقول ليا فيه أنه مريض بزاف، ومايقدرش يمشي معايا هاذ المرة.
تلفت ماعرفت ماندير وكنت مضطر أنني نمشي بوحدي هاذ المرة حيث مانقدرش نعطل السلعة على ماليها. ذاكشي اللي وقع ليا فذيك الرحلة كان أسوء حاجة وقعات ليا في المسيرة المهنية ديالي كاملة، واللي بسبابها كانت هاذي أخر رحلة ليا للصحراء.

ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.