فجأة وقفت الخالة واخذت تضحك بشكل هستيري ثم سقطت على الارض مغمى عليها , حاولوا إيقاظها ولكن الشيخ طلب منهم ان يتركوها على حالها واخذ يسأل عن قصتها بأدق التفاصيل وكأنه كان يبحث عن معلومة معينة فأخبروه بوفاة ابنها ووفاة خالها السي حميد وقصة آلة الجرف و(قصرالقايد) ... فطلب منهم أن يأخذوه إلى ذلك القصر (قصرالقايد) ..وعندما سألوه بدورهم عن حالها قال أن هذة المرأة واقعة تحت ابتلاء عظيم .. فقط خذوني إلى ذلك المنزل وسوف أساعدها وبدون ذلك لن أستطيع أن أفعل شيئا.ولكنهم أجلوا الرد علية للتشاور ...
ثم أخذوا الخالة حليمة وهي على حالها وعادوا للقرية.. ومضى اكثر من يومين والنقاش يدور بين كبار أهل القرية حول موضوع السماح للشيخ بالقدوم للقرية وزيارة (قصر القايد ) أم لا.. وبعد ايام فوجئنا بخبر يقول بأن الشيخ تم القبض عليه..واتضح أنه ساحر وليس بشيخ كما يدعي (رغم أن الناس كانت تتكلم عن بركاته ) سبحان الله .
والآن سننتقل للمرحلة الثانية من حياتي.. والتي كنت فيها اقرب في التعامل مع عالم الجن وهي مرحلة ما بعد القرية و (قصر القايد) الذي سأدخله بعد اكثر من 20 سنة...
مرت الأيام والشهور والسنين وبدأت الأحداث تتراجع ثم تتلاشى ..وبعد فترة توفي أبي رحمه الله...وأصبحت يتيم الأب والأم وليس لي بعد الله سوى أخت واحدة متزوجة تعيش خارج القرية.. والقليل من الاقارب فسكنت عند عمي وأنهيت المرحلة الثانوية بعد عناء وتعثرات أكثر من مرة ,..غادرت بعدها القرية إلى الدارالبيضاء للبحث عن عمل وبعد هد و تعب عملت في أحد المصانع.. وبقيت في الدار البيضاء ست سنين علمت خلالها بأن الخالة حليمة ماتت محترقة في منزلها (البعض يقول بأنها هي من أشعلت النار في نفسها (اسأل الله لها ولكل موتى المسلمين الرحمة والمغفرة ) بعد ست سنوات أصبح لي في الدارالبيضاء الكثير من الأصدقاء والمعارف .
مرت الأيام هادئة.. لاشيوخ ولا سحرة ولا حارس البئر ولا (قصرالقايد).. إلى أن أتاني في أحد الأيام أحد أصدقائي وأخبرني بأن هناك شخص نيجيري تعطيه ألف درهم يردها ستة آلاف ..فيعطيك خمسة في نفس اللحظة ويأخذ ألف.. و أنه من حسن حظه يعرف شخص سوداني مقيم في المغرب منذ مدة طويلة.. يعرف ذلك الشخص فسألته إن كان قابل النيجيري أم لا فقال لا ولكني سأقابله أنا وأنت ..فسألته هل أنت واثق منه فقال أنه مجرب ومضمون..أعمى الطمع عيني و بدأت أحسب.. أعطيه ألف درهم يعيدها خمسة فأعطيه الخمسة فيعيدها 25 ألف وال 25 ألف يعيدها 125ألف وهكذا..إنه ثراء سريع ..قال صديقي هون عليك الرجل لا يعمل بأقل من 10 آلاف درهم لذا أتيت إليك ..أنت تدفع 5 وأنا 5 ونستلمها بعد دقائق 50 ألف درهم .. . (كانت أموري المادية ممتازة فأنا أسكن مجانا في منزل ورثته في درب السلطان.. كما أنني مؤجر فية 3 غرف..إضافة إلى راتبي ..كما أنني وحيد ليس عندي أي إلتزامات.. أيام العز ليس هذه الأيام ) ...
ذهبنا للقاء صديقه السوداني وأخذ يخبرنا عن قدرات صاحبه النيجيري ..كنت متلهف للقاء ذلك النيجيري فطلبت مقابلته.. فقال لنا السوداني الامر ليس بهذه البساطة يجب ان أخبره أولا وأحدد لكم موعدا معه.. وانتظرنا يوم.. يومين ..وأنا لم يعد لي هم سوى هذا الموعد ..وأخيرا أخبرني صديقي بأن الموعد تحدد مساء غد في منزل صديقه السوداني ..ذهبنا على الموعد وكان النيجيري لم يصل بعد.. فانتظرنا .. وبعد دقائق دخل علينا شخص ضخم على وجهه علامات كالخطوط ويتكلم الدارجة بشكل مكسر فسلم علينا فقلنا له أننا جاهزون والنقود معنا فقال ليس بهذه السرعة فنحن لم نتفق بعد .. فقلنا ماذا تريد قال أريد ان أعرف كيف ستتصرفون في المال لأني سوف أتحمل المسؤولية أمام الله إذا صرفتموها في معصية الله ....
أعجبني الكلام.. ولكن شكل الرجل لا يدل على التقوى أبدا أبدا.. ثم قال هناك ثلاث أيام يجب عليكم أن تتصدقوا فيها كل يوم بعشرة دراهم.. وأن تحافظوا على الصلاة في المسجد.. ثم نتقابل بعدها ونقسم قسم الإخلاص ونتعاهد.. لم أفهم جيدا ولكني كنت مقتنعا..فاتفقنا أن نعود بعد 3 أيام بعد صلاة العشاء ..وطلب منا أن نُحضر معنا حقيبة.. ونفذنا ما طلب منا وعدنا في الموعد المحدد فأدخلنا غرفة شبة مظلمة بها شمعتين ثم طلب من صديقنا السوداني مبخرة ألقى فيها ببعض البخور وأخذ يردد عبارات لم استوضحها.. ثم جلس أمامنا ومد يده فمددنا أيدينا على يده ..فردد بعربية مكسرة قسم معناه أننا نتعاهد على الإخلاص وكتمان الامر وأن نتصدق من هذا المال ..وأن لا نصرفه في معصية ومن هذا القبيل ..وكنا نردد خلفه..ثم طلب منا أن نفتح الحقيبة ونضع فيها النقود.. وفعلنا فقام ووضع يده على النقود.. وأخذ يردد كلام غير مفهوم ثم أغلق الحقيبة..وبعد أقل من خمس دقائق فتحها.. وكانت المفاجئة أن الحقيبة مليئة بالنقود..نعم نقود حقيقية لمسناها بأيدينا.. ما هذا الذي يحدث ..إنه أمر لا يصدق ..ولكنه حدث ...
حمدنا الله.. فطلب منا أن نقوم ونصلي ركعتين شكرا لله ...
صليت ركعتين لا أعلم ماذا قرأت فيها ..فقد كان كل تفكيري محصورا في النقود..وكيف أنها ستتضاعف وسأصبح من الأثرياء.....
يتبع........

ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.