عائدون الجزء 5



 أنهينا الصلاة والتفتنا الى الشيخ النيجيري فنظر إلينا وقال ...ماشاء الله ماشاء الله الجن راضٍ عنكم كثيرا كثيرا.. وسوف يضاعف لكم المال عشر مرات وليس خمسة فقط ..وأُقسم أن هذه أول مرة تحْدُث معه.. وهذا دليل ان قلوبنا طاهرة وأن نوايانا سليمة ..

صدقنا ذلك أنا و صديقي رغم أننا نعلم بأن قلوبنا ليست طاهرة ونوايانا ليست سليمة .. المهم قال ..إلى أن أضاعف المال اذهبوا و أحضروا خروفا و سكينا من أجل الصدقات (قلت في نفسي اكيد سنذهب نحن ليأخذ المال و يهرب ) ..قلت له أنا تعب قليلا..هل يمكن أن يذهب صديقي و أبقى أنا هنا.. قال..طبعا يتبقى هنا و لو لم تكن تعبا..فالمال مالك و عليك البقاء قربه... (قلت في نفسيإان بعض الظن إثم ,.. ظننت بالرجل السوء.. لا حول ولا قوة إلا بالله) ...

ذهب صاحبي لقضاء الأمر وبقيت أنا أفكر كيف أعتذر من هذا الشيخ (كان هدفي أنني بهذا الإعتذار سوف أتقرب منه أكثر ..فهو كنز يجب المحافظة عليه)...

وعندما طلب مني مغادرة الغرفة قررت الإعتذار منه عند خروجه..وهذا ما حدث .. اعتذرت منه فقال لا مشكلة فنحن إخوة والشيطان يدخل بين الإخوة..

(ياله من رجل طيب) .

طلب الشيخ النيجيري مني ومن السوداني قراءة القرآن لحين عودة صديقنا بالخروف..وبعد أكثر من ساعتين عاد صديقي ودخل علينا بكيس بلاستيكي كبير فيه خروف مذبوح ..ولكنه غير مقطع ..كما أحضر سكينا للتقطيع ...فثار علينا الشيخ ..فقد كان يريد الخروف حيا ونحن نقوم بذبحه..وقال لا شك أن الخدام غاضبين الآن ..دخل الغرفة التي فيها المال سريعا ..وسمعناه يصرخ بصوت عالي وكأنه في عراك مع أحدهم ..وفجأة قال لنا اطفوا جميع الأنوار في المنزل ..فأصبحنا في ظلام دامس إلا من بعض النور يخرج من الغرفة التي كان فيها ..وفجأة خرج علينا وقال إنها مصيبة .. لقد كانت الذبيحة هدية منكم للملك (شمهروش) ليتصدق بها وهو لا يقبل الذبيحة ميتة .. فقلت لا تغضب نـأتي بغيرها.. فقال لقد فات الأوان الملك شمهروش سيكون موجودا بعد لحظات ولن ينتظر حتى تأتوا بغيرها.. وفجأة قفز من بيننا متجها الى الغرفة وهو يتمتم بكلمات لم نفهمها ولكن الرعب كان سيد الموقف ...

دقيقة وخرج وقال لنا.. أدخلوا واعتذروا من الملك شمهروش ..فرفضنا الدخول ولكنه أصر ..وشجعنا صديقنا السوداني ..فدخلنا ..

كانت الغرفة مليئة بالبخور وإضاءة الشموع أصبحت ضعيفة...نكاد لا نرى شيئا..وقفنا صامتين فنظر إلينا الشيخ لنتحدث ..ولكن عُقِدت ألسنتنا ..فتشجع السوداني وقال ..صديقاي لم يكن في علمهما ..وقبل أن يكمل قال لي الشيخ تكلم انت فتصبب عرقي وبدأت ارتعش ..وكاد يغمى علي ..تمالكت نفسي وقلت والله يا ملك لم نكن نعرف.. فقاطعني صوت طفل لم أره وكان يقول (سلم على الملك سلم على الملك سلم على الملك سلم على الملك سلم على الملك سلم على الملك سلم على الملك سلم على الملك سلم على الملك سلم على الملك يكررها ويقولها بسرعة) حاولت الهرب من الغرفة ولكن اقدامي لم تتحرك من مكانها حاولت الكلام ولكن لساني اصيب بالشلل التام نظرت الى صديقي فرأيت الدموع تذرف من عينيه.. هنا صرخ فينا الشيخ أن نخرج من الغرفة فحرك صوته الدماء في عروقنا فانطلقنا خارج الغرفة .. وفي الخارج أُصيب صديقي بنوبة بكاء شديدة لدرجة انني بكيت من بكاءه ..فخرج الشيخ بعد أن هدئ صاحبي وقال لي وهو مبتسم تعال ..تعال لا تخف ..فتقدمت منه فقال ادخل ..فأدخلت رأسي من باب الغرفة فقال اقترب اقترب فاقتربت فإذا بحقيبة المال أصبحت لا تُرى من كثرة النقود داخلها وفوقها وحولها ..ثم أخذ منها ورقة وقدمها لي وأشار علي بالخروج.

خرجت فتبعني وأضاء الأنوار وقال ..الحمد لله الحمد لله.. نجمك قوي جدا جدا ماشاء الله .. الملك شمهروش أحب نجمك وقدَّر خوفك وخوف صديقك فضاعف المبلغ الى خمسمائة مرة (عشرة الاف درهم * خمسمائة مرة = خمسة مليون درهم ).

صعقت عندما حسبت المبلغ فتهلل وجهي وأخذت أفكر في القصر والسيارة والرحلات للخارج.... الخ فقاطعني الشيخ وقال.. لكن يجب علينا ان نحضر 20جرام من "سلاسلا" في أسرع وقت.. فقال صديقي وماهو سلاسلا..رد النيجيري.. نوع من البخور , قلنا أمره سهل..غدا نحضره.. قال.. في اي وقت تحضروه تعالوا لننهي العملية في دقائق .

خرجت انا وصديقي واخذنا نلف في الشوارع و في كل أدقة الدارالبيضاء.. لم نستطع النوم.. لابد أن محلات العطارة ستفتح لنذهب لأقرب عطار نحضر البخور ونعود لنستلم الملايين.. عندما كان صديقي يسألني عن حصة الشيخ.. انظر إليه نظرة تحذيرية بمعنى لا تخرب العملية....

بعد عناء فتحت المحلات وذهبنا نسأل عن (بخور سلا سلا) فكان الناس ينظرون إلينا بتعجب ..تعبنا ولم نجد المطلوب ذهبنا للسوداني و أيقظناه من النوم وأخبرناه بما حدث فقال.. اذهبوا ناموا وأنا اسأل الشيخ ونتقابل بعد المغرب وهذا ما حدث .. تقابلنا بعد المغرب فقال لنا السوداني أنه سأل وقال له الشيخ أنه يوجد شخص يعرفه يعمل في السفارة التشادية قد يكون عنده علم ..فقلنا نذهب إليه.. فذهبنا لمقابلة التشادي في السفارة في مدينة الرباط..بعد تعارف مع التشادي قال بأن يملك ذلك البخور..قلت نريد 20 جرام فقال الجرام الواحد (5000 درهم)يعني 20جرام (100000درهم)

توقعت أنه يمازحنا ولكن تأكد لي بأن الامر في غاية الجدية فقال صديقي هيا بنا نذهب فقال التشادي إن صاحب البخور مسافر غدا بعد المغرب فيجب أن نرد عليه غدا قبل الظهر اذا رغبتم .

فتركناه وذهبنا لنقابل الشيخ.. وفي طريقنا قال السوداني لماذا لا نحاول ان نقنع الشيخ بأن يعطينا من المبلغ الموجود قلت فكرة ممتازة فذهبنا للشيخ النيجيري فقلنا له ما وقع معنا فقال يجب أن تشتروا البخور من مالكم الخاص ..فاقترح السوداني أن يخفض الكمية إلى خمسة أو عشرة جرام ..فرفض الشيخ وقال لدينا مهلة ثلاثة ايام نتصرف والا سينتهي كل شيء.. تغيبنا عن اعمالنا وتركنا كل مصالحنا واصبح هذا الموضوع هو اكبر همنا المبلغ لدينا ولكنا متخوفين.. اليوم الثاني في الصباح قررنا أن ندفع المبلغ ونحضر البخور وهذا ما حدث.. ذهب الشيخ معنا وكشف على البخور وقال جيدا هذا المطلوب..فدفعنا مائة ألف درهم في البخور.. فقال الشيخ نبدأ العمل بعد صلاة العشاء ان شاء الله.. فأصرينا أن نبقى كلنا معا لحين موعد الشغل فتوجهنا الى بيت صديقنا السوداني وبقينا نصلي ونقرأ القران إلى بعد صلاة العشاء وبعد الصلاة دخل الشيخ الغرفة التي كانت مغلقة ..........

يتبع........

ملحوظة..القصة هي للعبرة أكثر ما هي للإمتاع.....

ليست هناك تعليقات:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لــ قصص رعب مغربية بالدارجة المغربية