موالف فاش كانكون كانسوق كانبدا نغني ولا نردد بعض التراتيل، ولكن هاذ المرة الطريق كاملة وأنا غير ساكت وكانفكر فهاذ الموقف اللي وقع ليا، صحيح أنني كانأمن بوجود الجن ولكن عمرني اعتقدت أنهم يقدرو يتمثلو على صفة حيوان.
وصلت للمركز "الكركرات" وهو أبعد نقطة حدودية بين المغرب وموريتانيا، وقفت الشاحنة في الصف نشد النوبة قبل ماندوز في السكانير ديال الجدارمية. اليوم كاين الزحام بزاف في المركز، وتقدر ماتوصلني النوبة حتى تدوز ساعتين ولا ثلاثة. قلت نزل نشم الهواء شوية ونشرب شي قهيوة، ونحاول ننسى ذاكشي اللي وقع وحتى ذاكشي اللي قاليا الحاج مبارك.
الحاج مبارك فاش اتصلت بيه ووصفت ليه أش وقع، ماكانش بغا يهضر معايا فذاك الموضوع نهائيا، وبدى كايحاول يقنعني أنني مانعمرش راسي بهاذشي، ولكن من خلال النبرة ديال الصوت والطريقة ديالو في الكلام حسيت بيه مخبي شي حاجة.
ولكن فاش بديت كانلح عليه قاليا بأنه ومن خلال ذاك الوصف اللي عطيتيو، فذاكشي اللي صدمتو في الطريق ماشي بغل كيما كان كيسحاب ليا، وإنما بغلة كايسموها "بغلة الروضة" وبالشلحة كاتسمى "تمغارت نسمدال"، وكاتخرج من المقبرة فاش كايطيح الليل، وكاتكون مربوطة بسلسلة ديال الحديد، وكاتبقى تجري حتى كايطلع الصباح.
وزاد شرح ليا أنه حسب المعتقد الشعبي المغربي، فهاذ البغلة كانت امرأة بحال كاع العيالات، ولكن فاش مات ليها الراجل ماشداتش حق الله، وبدات كاتخرج مع الرجال وكادير معاهوم شي حوايج خايبين، ذاكشي علاش الله مسخها بغلة، وأن أي شخص صادفاتو في الخلاء، يا إما كاتخطفو وكاتديه المقبرة كاتدفنو حي، ولا إما كاتقطعو أطراف وكاتاكلو وماكيبقى فيه والو.
أناري أميمتي أش بيني وبين شي بغلة حتى تخرج ليا في الطريق، كيغادي ندير في الرجوع والطريق خاوية غير الصحراء والقفار. أش داني لشي موريتانيا ولا مالي. كون غير بقيت مقابل دويرتي ومعيزاتي أحسن ليا من هاذ الويل...
من بعد 4 ديال السوايع عاد وصلاتني النوبة باش ندوز في السكانير، من بعدها دخلت موريتانيا وبت الليلة في مدينة "أطار" باش في الصباح بكري نشد الطريق لنواكشوط. وذاكشي فعلا اللي كان، فاش وصلت لنواكشوط فرغت الحمولة ديال الشاحنة، رتاحيت شوية وشديت الطريق ديال الرجوع للمغرب، وحتى حاجة ماكانت في بالي غير ذيك المصيبة ديال البغلة.

ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.