هدأ الشيخ ثم فتح باب الغرفة وإذا بأكوام من الدولارات تندفع إلى الخارج (منظر مهما كنت دقيقا في وصفه فلن أصوره كما رأيته أبدا)..........
سمعت صوتا من داخل الغرفة ولكنه غير واضح ..فقال لي الشيخ اقترب ..فخفت أن أقترب وأرى صاحب الصوت.. ولكني انصياعا لطلبه اقتربت ..فرأيت الغرفة تكاد تكون مليئة بالدولارات.. فقال الشيخ اجلس أمامي ..فجلست ..فقال هل تعلم أنني أول مرة أرى مبلغ بهذا الحجم ..وملك الجن يقول أنه يريد نجمك مقابل هذا المبلغ ..ارتبكت وقلت له وماذا سيحدث لي ..قال لن يحدث لك شيء فأنت لا تحتاج هذا النجم ..ثم سألني هل أنت تعتمد على الله أم على النجم.. قلت أنني أعتمد على الله سبحانه..قال إذا لا حاجة لك بهذا النجم .. قلت إذا كان هذا لا يسبب لي مشاكل فأنا موافق.. فقام الشيخ ودفع النقود للداخل وأغلق باب الغرفة وأضاء الأنوار ثم احتضنني واحتضن عبدالله وقال لنا..إنني بعد هذا اليوم لن أعمل في هذا العمل.. فلن نحتاج مالا بعد اليوم.. فاحتضنت عبدالله وكدنا نطير من الفرح.. ثم أخذ الشيخ يخبرني عن حصة كلٍ منا وكانت كالتالي 5% صدقات يجب أن أخرجها بنفسي و15% لعبدالله و40% لي أنا و40% للشيخ . ..فسأله عبدالله عن إجمالي المبلغ ..فقال أنه يتجاوز (500مليون دولار) .
غبت عنهم لدقائق أفكر في هذا المبلغ المهول وكيف سأتصرف به.. أخذتني الأفكار إلى القرية حيث وُلدت.. وكيف أنني سأشتري البيوت التي تحيط ببيتنا القديم ..ثم أبني مكانه قصرا كبيرا ..وفي زاوية منه مسجدا...
كما فكرت في مزرعتنا كيف أنني سأشتري كل المزارع التي حولها وأزرع فيها كل أنواع الفواكة والأشجار و أجلب لها كل الطيور و أحولها جنة فوق الارض .. وقصر في الدارالبيضاء وآخر في الرباط وثاني في مراكش وثالث في أكادير وطيارة خاصة ..الغداء في بلد والعشاء في آخر , ..قطع هذا الخيال الجميل صوت الشيخ وهو يستأذن للانصراف (كان مع الشيخ بي إم وسائق خاص) وطلب منا المبيت في الشقة وعدم فتح باب الغرفة التي فيها النقود حتى يعود إلينا ..وعدم فتح باب الشقة إلا له أو لسائقه الذي سوف يحضر لنا الأكل وكل ما نطلب .
مرت يومين وأنا وعبدالله في الشقة والسائق يخدمنا .. وكان كل حديثنا عن أحلام المستقبل التي سوف نحققها بل سنحقق أضعاف أضعاف ما كنا نحلم به...
أخيرا وصل شيخنا (نور الله)وكان الوقت بعد صلاة العشاء ..وكان قد أحضر العشاء معه..فتعشينا معا وبعد العشاء قال الشيخ...لقد أجلت الكلام لبعد العشاء حتى لا تنزعجوا فلا تأكلوا ..فقلنا ماذا حدث.. فقال أتاني ملك البحار البارحة وأخبرني بأن نجمك تحيط به العديد من قبائل الجن ومنهم ملوك سفليين ومردة ويجب عليك حرقهم أولا ثم نسلمه النجم.. (لم أفهم شيئا) فقلت بكل بساطة نقرأ عليهم القرآن ونحرقم ..قال أحسنت ولكن لكي نحرق كل هذا العدد المهول فقد نحتاج إلى سنين نقرأ فيها القران....أُصبت بخيبة أمل ..ولكنه التفت إلى عبدالله وقال له ..هل تستطيع أن تحضر لنا (10جرام ولدن ازرق) فقال عبدالله سوف أسأل وإن شاء الله سوف أجد .
فسألت الشيخ ماهو (الولدن الأزرق) فقال أنه سائل كرستالي لونه أزرق شفاف يقتل الجن السفلي في دقائق مهما كان عدده..فقلت لعبدالله لابد أن تتصرف ..وقلت للشيخ إن شاء الله غدا نتصرف ....لم ننم أنا وعبدالله تلك الليلة ..ومن الصباح الباكر خرجنا لنبدأ رحلة البحث عن (الولدن).. وكان عبدالله يتركني أنتظره بالساعات في السيارة بينما يذهب هو للقاء أناس يسألهم عن (الولدن).. وكان يرفض أن أرافقه بحجة أننيإابن البلد ..والأجانب سيخافون مني لأن هذه الأشياء ممنوعة ولا يجلبها إلا كبار البلدأاو بعض الافارقة الذين يعملون في القصور.. استمر الحال أكثر من أسبوع ..أُصبت باليأس من وجود الولدن ..ولكن أخيرا قيل لنا يوجد(ولدن أخضر) فقلنا للشيخ فقال إذا كان أخضر فسوف نحتاج (50جرام على الأقل) ..شعرت بسعادة فقد اقترب الفرج.. ذهبنا لمقابلة صاحب الولدن واسمه خليل ..فقال لنا أن الولدن ليس لديه ولكنه لدى شخص كيني ..إسمه (نودونجو) يعمل في سفارة دولته في الرباط.. فقلت نسافر له.. فقال لا ..هو يحضر ومعه عينة وأنت هنا تدفع ( 10 آلاف درهم ) إذا اتفقتم تُخصم من القيمة.. وإذا اختلفتم لا تسترجع ما دفعت..أما إذا لم يكن لديه ولدن تعود لك نقودك ويتحمل هو خسائر التذاكر والسكن .
رأيت أنه حكم منصف ..فقلت أطلب منه الحضور وأنا أحضر لك المال بعد قليل .. وفعلا سلمتة المال وانتظرت أكثر من أسبوع وخليل كل يوم يقول غدا.. وبعد عناء حدد الموعد بعد العصر في مقهى في مدينة المحمدية ..ذهبت أنا و عبدالله.. فكان خليل في بهو المقهى ينتظرنا.. جلسنا فقدم علينا رجل ضخم يلبس زيا إفريقيا به كل ألوان الدنيا.. سألته.. هل أحضر العينة معه ..قال نتفق أولا على الثمن.. فسألت كم الثمن ..كان خليل يترجم.. فقال لي سعر الجرام (10000عشرة الاف درهم) يعني 50 جرام في 10 الاف يساوي (500000 درهم) ...أُصبت بصدمة ليس بسبب السعر ولكن لأني لا أملك المبلغ ..ورغم ذلك عقدت العزم على شراء الولدن بأي شكل.
حددنا موعد للقاء الشيخ (نور الله) بالسيد(نودونجو)للتأكد من صحة الولدن وتم اللقاء في نفس المقهى.. وأكد الشيخ أن الولدن ممتاز.. طلبنا من السيد (نودونجو) مهلة فأعطانا يوم واحد فقط.
تشاورت مع الشيخ هل يوجد طريقة للمساعدة فقال لا يوجد.. وأنت لست مرغم على الاستمرار في الامر..وإذا كان عندك 500 ألف درهم فهي تكفيك رغم أنك سوف تضيع علينا كلنا فرصة لن تتكرر .
أحاط بي عبدالله وخليل وقالوا لا بد أن تتصرف ..فقلت بشرط أن تعطوني مهلة شهر فقال خليل لن يرضى (نودونجو) إلا لو أعطيناه نصف المبلغ على الأقل.. وبعد محاولات وتدخلات وتوسلات وافق السيد(نودونجو) على استلام(150 ألف درهم هي كل ما أملك) وأعطائي مهلة شهر لتدبير الباقي .
سافرت إلى القرية وخلال أقل من أسبوع بعت المزرعة والبيت و أرض كنت قد ورثتها عن ابي (رحمة الله ورحم موتى المسلمين)..المحصلة كانت (540الف درهم) .
عدت الى الدارالبيضاء وقابلت عبدالله و خليل وطلبت منهما أن يطلبا من السيد(نودونجو)الحضورلإنهاء الاتفاق معه .
وصل (نودونجو) اليوم الثاني وقابلناه في مقهى في الدارالبيضاء.. وكان الشيخ معنا فسلمنا (نودونجو) أنبوب زجاجي فيه سائل أخضر أمسك به الشيخ وقام بفحصه وطلب مني تسليمه المبلغ لأن كل شي تمام ..لم أتمالك نفسي من السعادة ونسيت نفسي وقمت أحتضنهم أمام الناس (كنت أسعد إنسان في الدنيا).. ثم أعطيت خليل (5الاف درهم) مكافئة لأنه تعب معنا ووعدته بالخير إذا أنهينا موضوعنا.
ودعنا خليل وصديقه (نودونجو).. وأعطاني الشيخ أنبوب الولدن وسلمني ورقة مكتوب فيها (يالطيف الله لطيف بعباده يرزق من يشاء ويعز من يشاء وهو على كل شي قدير) وقال اذهب أنت وعبدالله إلى الشقة وتطفيء النور وتشعل الشموع وتردد الدعاء(3113) مرة ..وسوف أحضر إليكم بعد منتصف الليل ..ذهبنا وبقينا في الشقة ..و وضعت أنبوب الولدن على إحدى الطاولات ..وبدأت أردد الدعاء ..وقبل أن أنهي الدعاء سمعت صوت انفجار.. وعندما نظرت حولي اكتشفت المصيبة ..كان أنبوب الولدن هو الذي انفجر ...
إسودت الدنيا في عيني ...وجلس عبدالله يخفف من حالي إلى أن حضر الشيخ وكان غاضبا جدا.. وأخذ يوبخني ولا أعرف السبب اكتشفت بعد أن شرح لي أنني تسببت في مشكلة كبيرة لأنني لم أكمل الدعاء بعد انفجار الأنبوب ..فسألت الشيخ عن الحل.. فقال لا بد أن تغادروا الشقة حالا قبل أن تصابوا بمكروه..وعندما أجد الحل سوف أرسل في طلبك .
مر يوم واثنين وعشرة.. والشيخ لم يسأل وعبدالله يرفض أن نذهب للشيخ بحجة أنه لم يطلبنا ..فقررت أن اأهب بنفسي .. وعندما ذهبت للبيت في شارع حيث زرته ثاني مرة..لم أجد أحدا فذهبت إلى بيته الأول فخرج لي شخص وقال لي أنه لا يعرف عما أتحدث ...فأخبرت عبدالله فقال هذا أمر طبيعي لأن الشيخ أحيانا يكون مع أناس كبار وهم لا يريدون أحدا أن يصل للشيخ لدرجة أنهم ممكن أن يؤذوا أي شخص يحاول أخذ الشيخ منهم ..فهو كنز بالنسبة لهم , واقنعني بالانتظار فربما الشيخ في خلوة .
أصبحت أعيش في فراغ قاتل.. حاولت أن أنسى كل شيء وأعود لحياتي فلم أستطع .
وفي يوم من الأيام ..و من باب الفضفضة ذكرت الموضوع لأحد معارفي و اسمه عادل فتأثر جدا لما حدث لي , وقال كلهم كذابين ونصابين فحاولت أن أثنيه عن ذلك ولكنه أصر وقال أنه سوف يثبت لي أنه على حق .
وبعد بضعة أيام..و في المساء أتاني عادل في بيتي ومعه شخصين.. واحد ملفت للانتباه وهو شاب يلبس ثوب أخضر فسفوري مشجر وعلى رأسة طاقية خضراء مشجرة.. والآخر شاب عادي عرَّفني عليهم.. الأول هو ادريس فلاتة مشعوذ إفريقي لا يتكلم العربية بتاتا ..والثاني صديق عادل وهو سوداني ومترجم للإفريقي ...
دخلوا عندي البيت... وبيتي عبارة عن صالة كبيرة ..كنت واضعا الثلاجة في الصالة.. وغرفة نوم وحمام ومطبخ صغير ..فقال عادل للسوداني أخبره بما أخبرتني ..فقال السوداني ..أخبرني عادل بقصتك كاملة وسألت أخونا إدريس فقال أن الشيوخ الذين قابلوك ليسوا إلا سحرة يخدعون الناس بالكذب وسحر الخيال ليسرقوا أموالهم ..فقلت يعني كلهم مثل بعض وادريس واحد منهم ..عندما ترجم له كلامي غضب وقال ..هم مجرد سحرة ومنهم كثير ..إنما أنا مشعوذ ولا يوجد مني الكثير ..ثم نظر إلي نظرة اخترقتني وقال.. أعطوني (شمع وأعواد ند وقطعة قماش)..أحضرنا الشمع والند من البقالة وأعطيناه قطعة قماش.. فقال اطفئوا الأنوار ....أشعل المشعوذ شمعة ووضعها فوق الثلاجة وأخرى وضعها في إحدى زوايا الصالة ..وطلب ورقة مالية مائة درهم وضعها في الأرض وسط الصالة ..وغطاها بقطعة القماش..وقال اجعلوا وجوهكم جهة الجدار وفعلنا.. فتمتم بكلمات وسمعنا صوت رجل تكلم بلغة غير مفهومة فقال لنا ادريس انظروا ..التفت وأنا خائف.. فرأيت كومة كبيرة ارتفعت من تحت قطعة القماش ..والنقود تظهر من تحتها ..وسحب منها ورقة وأعطاني إياها وقال... هذا هو السحر مجرد خداع ولكني سأريك الحقيقة.. ثم قال.. ضع الشمعة التي على الثلاجة في الزاوية الأخرى من الصالة ..ففعلت فقال ..تعال هنا.. كانت الثلاجة تبعد عن مكان جلوسنا 8 أمتار.. فتمتم بكلمات ففتح باب الثلاجة ولم يضيء مصباح الثلاجة التي بداخلها ..وفجأة رأينا يدا طويلة تتجاوز المتر والنصف تخرج من الثلاجة.. فأُصبنا بالهلع ..ثم يد أخرى.. ثم رأس غير واضح الملامح ..ثم جسم ..ثم أقدام مثل أقدام الطفل الرضيع ....كان المنظر مخيفا جدا مهما وصفت فلن أستطيع أن أصفه بدقة ..تقدم ذلك الشيء وبدأت ملامحه تظهر.. فاكتشفت أنها امرأة عجوز ..وأن نهديها يتقاربان من الارض ..أشار إليها إدريس بأن تقف وتكلم معها ..فردت عليه بلغة غير مفهومة.. فقال لي اسألها عما تشاء وستجيبك بالعربي ..ولكني لم أنطق بل كنت أرتعش من شعر رأسي الى أصابع أقدامي ..فقال هل تريد أن تسألها عن أي شيء.. فأشرت له برأسي بالرفض ...فأشار إليها فتراجعت ودخلت الثلاجة.. فطلب منا إدريس الإلتفات إلى الجدار...التفتنا ثواني ..فكانت النقود قد اختفت ولم يبقى تحت قطعة القماش سوى المائة درهم فقط (عرفت بعد زمن أن التي خرجت علينا هي عايشة قنديشة أو أم الصبيان كما تسمى في بعض الدول العربية..لأني قابلتها مرة اخرى في ظروف أخرى) ..
خرجوا من عندي وخرجت معهم ولم أنم إلا على البحر بعد طلوع الشمس ..ولم أدخل بيتي إلا بعد أكثر من أسبوعين ..وقد بات عندي عادل بضعة أيام.. وأكمل السوداني المبيت عندي ..ثم ترك سكنه وسكن عندي لفترة طويلة ...
بعد أقل من سنة قابلت فيها أشكال وألوان من السحرة والمشعوذين والروحانيين والنصابين وخسرت فيها ديني وعملي وأصدقائي وكل مدخراتي ..وبعت بيتي و أرضي والمزرعة التي في القرية ...
بعد هذة التجارب أصبحت اأثر خبرة وأكثر جرأة ..وتعرفت على أغلب الأفارقة في الدارالبيضاء ..بعد كل هذا قررت السفر بنفسي إلى إفريقيا لتعلم السحر والشعوذة وأسرارها ..ولأكتشف الحقيقة التي كنت مستعدا أن أدفع عمري ثمنا لمعرفتها ..ورتب لي أحد الإخوة السودانيين الأمور في السودان لتبدأ المرحلة الثالثة من قصتي والتي ستبدأ من السودان ....
يتبع..............

ليست هناك تعليقات:
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.